فصل: تخصيص بعض سور القرآن وتسميتها بالسور المنجية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)



.إرشادات إلى الكتب الخالية من البدع والتحذير من الطرق البدعية:

الفتوى رقم (4272):
س: أولا: إننا في قرية باقور مركز أبو تيج- محافظة أسيوط نعيش فترة من القلق بسبب ابتداع أمور ليست في الدين فنريد من سيادتكم جوابا شافيا على ما ابتدع حتى لا نتخبط ونطبق مبادئ الإسلام على بصيرة ونبذ المبتدعات ونزجرهم، ثم ما هي الكتب الدالة على ذلك؟ هدانا الله وإياكم إلى ما فيه الخير والهدى.
ثانيا: إننا شباب مقبل على دينه برغم ما يلقاه من تعنت وعسف الآباء الذين طغت عليهم المادية وأهملوا أمور دينهم، فما هي الكتب الصالحة الخالية من المبتدعات، والأسباب الهادية على طريق الصواب مع أن الآباء يحرموننا حتى من المصروف بسبب إقبالنا على ديننا وإنكارنا للجهل والتخريف في الدين المبتدع عندهم. فنريد من سيادتكم قائمة لذلك إن أمكننا أن نشتري بعضها لنعبد الله على علم، وهل صحيح فيه أحاديث موضوعة وضعيفة، وكيف نعرفها وخصوصا ما أكثر ما نجدها متداولة على ألسنة بعض الأئمة؟
ثالثا: ما هي حقيقة هذه الطرق الكثيرة عندنا مثل: الشاذلية، والأحمدية، والسعدية، والبرهانية، وغيرها، وكيف نرد عليهم، وما الكتب الشافية في ذلك، وهل هم على حق كما يزعمون هم بذلك؟
رابعا: نرى أئمة كل على مذهب يخالف الآخر، وغالبا ما ينتهي الموضوع على معركة بينهم تؤدي إلى أن بعض المصلين يتركون الصلاة، فنريد جوابا شافيا كافيا في هذا الموضوع، وهل نتبع مذهبا واحدا، وكيف نوفق بين المذاهب حتى يستقر الأمر؟
خامسا: قد يتطاول البعض على كتاب الله فيجعلون تفسير الآيات حسب أهوائهم ليضلوا الناس عن ذلك، مثال ذلك في سورة آل عمران قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191] فيفسرون ذلك على الرقص في الأذكار والهمهمة ويتمتم بكلمات غير مفهومة ويميل يمينا ويسارا وهو يقول: الله حي. وهكذا وأمور أخرى فيحللون تحديد النسل والغناء للنساء والمدح للرسول ويستعملون في ذلك آلات الغناء والمجون، فنريد منكم التبصير بأمور ديننا وفهمها على حق والرد على المبتدعين على الدين والكتب الشافية بذلك.
ج: أولا: لم تذكر البدع التي تريد الجواب عنها حتى نذكر لك الجواب، ولكن نحب أن ننبهك إلى أصل عظيم، وهو أن الأصل في باب العبادات المنع حتى يرد الدليل عليها شرعا، فلا يقال: إن هذه العبادة مشروعة من أصلها أو من جهة عددها أو هيئتها إلا بدليل شرعي، فمن ابتدع في دين الله ما لم يشرعه الله فما صدر منه مردود عليه، قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (*)، وفي رواية: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (*).
ثانيا: ننصحك بتعلم كتاب الله وكثرة تلاوته وتدبره والعمل به والدعوة إليه، وتتعلم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تدعو الحاجة إليه فتقرأ صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما من كتب السنة، وتسأل أهل العلم عما أشكل عليك.
ثالثا: طريقة الشاذلية والأحمدية والسعدية والبرهانية ونحوها من الطرق طرق ضلال، لا يجوز للمسلم أن يتبع واحدة منها، بل الواجب عليه أن يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته من بعده الذين أخذوا بسنته وكذا من أخذ بها بعدهم، قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله» (*)، وقال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» (*). وقال صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة»، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (*). وأما الرد عليهم فيحتاج إلى أن تعرف أنت تفاصيل عقائدهم وبدعهم وشبههم وتعرض ذلك على الكتاب والسنة، ونرى أن تستعين في ذلك بالكتب المؤلفة في ذلك؛ كالسنن والمبتدعات، ومصرع التصوف لعبدالرحمن الوكيل، والاعتصام للشاطبي، والإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ، وإغاثة اللهفان من مكائد الشيطان للعلامة ابن القيم وأمثال هذه الكتب.
رابعا: الخلاف الموجود في الفروع الفقهية بين أئمة المذاهب الأربعة يرجع إلى الأسباب التي نشأ عنها كون الحديث يصح عند بعضهم دون بعض، أو بلوغ الحديث لواحد دون الآخر إلى غير ذلك من أسباب الخلاف، فيجب على المسلم أن يحسن الظن بهم فكل واحد منهم مجتهد فيما صدر منه من الفقه طالب للحق فإن كان مصيبا فله أجران أجر اجتهاده وأجر إصابته، وإن كان مخطئا فله أجر اجتهاده وخطؤه معفو عنه. وأما التقليد لهؤلاء الأئمة الأربعة فمن تمكن أن يأخذ الحق بدليل وجب عليه الأخذ بالدليل، وإن لم يتمكن فإنه يقلد أوثق أهل العلم عنده حسب إمكانه، وهذا الاختلاف في الفروع لا يترتب عليه منع المختلفين أن يصلي بعضهم خلف بعض، بل الواجب هو أن يصلي بعضهم خلف بعض، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يختلفون في المسائل الفرعية ويصلي بعضهم خلف بعض، وهكذا التابعون وأتباعهم بإحسان.
خامسا: الطريقة السليمة لتفسير القرآن: هي أن يفسر القرآن بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان والاستعانة على ذلك بأساليب اللغة ومقاصد التشريع، وأما التفسير الذي ذكرته لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191] وأن بعض الناس يفسره بالرقص والأذكار والهمهمة ويتمتم بكلمات غير مفهومة ويميل يمينا ويسارا وهو يقول: الله حي، إلى آخر ما ذكر في السؤال. فهذا تفسير باطل ليس له أصل مطلقا.
ونوصيك بمراجعة تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي وأشباهها في تفسير هذه الآية المذكورة في السؤال وأشباهها لتعرف الحق في ذلك من كلام أهل التفسير المأمونين.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.كيفية إنكار البدع:

السؤال الثامن من الفتوى رقم (4250):
س8: هناك من يقول: إنه يجب اجتناب الكلام عن البدع والسنن؛ لأنه إذا تكلم المدرس عن هذا فإنه يقع في مشاكل مع الناس؛ لأن أكثرهم مبتدعون ولا يعرفون السنن، وبالتالي يقع في تصادم معهم وبهذا تنشأ الفتن لعدم تقبل الناس هذه الدروس نظرا لأنها تخالف أهواءهم، فهل من يصحح العقيدة بتطهيرها من البدع يسمى: فتانا أم من يخالف أمر الله هو الذي يسبب الفتن.
ج8: ينبغي للداعية أن يكون عالما بما يأمر به وبما ينهى عنه، حكيما فيما يأمر به وما ينهى عنه، وأن يوازن بين المصالح فيقدم راجحها على مرجوحها، وينظر في المفاسد فيرتكب أخفها لدفع أشدها، وإذا تعارضت المصالح والمفاسد ورجحت المصالح أخذ بها، وإذا رجحت المفاسد تركها، وبناء على ذلك فإنه ينبغي له أن يقرر السنة ويبينها، وأن ينكر البدعة ويبينها للناس لكن بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] ولا يسمى بذلك فتانا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن قعود

.بدع قراءة القرآن:

.تخصيص بعض سور القرآن وتسميتها بالسور المنجية:

السؤال الأول من الفتوى رقم (1260):
س1: جاءني بعض طلبة دار الحديث بالمدينة المنورة بنسخة تسمى: السور المنجيات فيها سورة الكهف والسجدة ويس وفصلت والدخان والواقعة والحشر والملك، وذكر أنها وزع منها الكثير في حرم مكة والمدينة وغيرهما، فهل هناك دليل على تخصيصها بهذا الوصف وتسميتها بهذا الاسم؟
ج1: القرآن كل سوره وآياته شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ونجاة لمن اعتصم به واهتدى بهداه من الكفر والضلال والعذاب الأليم، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وعمله وتقريره جواز الرقية، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه خص هذه السور الثماني بأنها توصف أو تسمى بالمنجيات، بل ثبت أنه كان يعوذ نفسه بالمعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1] و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1] يقرؤهن (ثلاث مرات) وينفث في كفيه عقب كل مرة عند النوم، ويمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، ورقى أبو سعيد بفاتحة الكتاب سيد حي من الكفار قد لدغ فبرأ بإذن الله، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، وقرر قراءة (آية الكرسي) عند النوم، وأن من قرأها لم يقربه شيطان تلك الليلة، فمن خص السور المذكورة في السؤال بالمنجيات فهو جاهل مبتدع، ومن جمعها على هذا الترتيب مستقلة عما سواها من سور القرآن رجاء النجاة أو الحفظ أو التبرك بها فقد أساء في ذلك وعصى؛ لمخالفته لترتيب المصحف العثماني الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم، ولهجره أكثر القرآن وتخصيصه بعضه بما لم يخصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه.
وعلى هذا فيجب منع هذا العمل والقضاء على ما طبع من هذه النسخ إنكارا للمنكر وإزالة له.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن غديان
عضو: عبدالله بن منيع